
- ما بين المنقول عن الثقافة الغربية والمنقول عن الثقافة الشرقية ربط واضح وظاهر في تقييم لنوعيات من البشر وتقدير لمستويات عقولهم أداءاتهم المؤسسية وتصنيف لما يمكن أن نصادف من نماذج فى الحياة على مختلف مستوياتها. إن الثقافتان حذرتا من نوع واحد تقريبا: “الغبى النشيط”، والجاهل الذى يصر على أنه يعرف كل شىء ، أفيال تتجول لاهية فى متحف الخزف بلا مراقبة والنتيجة معروفة وحتمية ، تحطيم كل المقتنيات دون أن يدرى الفيل ماذا يفعل ولا يدرك أنه يدمر ولا يمكنه أن يستوعب أنه يخرب ، أن عليه ألا يدخل هذا المكان من الأصل
- والفاهم يضع يده على قلبه ، وينخلع قلبه خوفًا حين يقول من لا يدرى إنه يبذل جهداً أو إنه يعمل ساعات طويلة ولا يترك مكتبه. يجب عليك أن تحترس جدًا من مثل هذه النوعية من الموظفين فى عملك أوشركتك، ويخطئ مسؤول الموارد البشرية ويعين موظفًا من هذا النوع فإذا صادفته وثبت لك أنه من هذا النوع ، على الفور قم بفصله لأن الخسائر ستكون مهولة وطريقه إلى جهنم الكوارث مفروش بالنوايا الحسنة حيث يعتقد أنه يحقق إنجازًا نوعي ، إذا كان تحطيم متحف الخزف إنجازاً فإن هذا النوع يكون مفيداً !
- الخطر هنا مضاعف حيث أن مسؤول الموارد البشرية نفسه يفتقد لمؤشرات القياس التي تمكنه من كشف هذا النوع الخطر: “الغبي النشط” ، وهذا مؤشر مقلق للغاية
- وإدارة الأعمال تقتضى كثيراً من الحكمة مثل أن تضع فى اعتبارك أن كل البشر ليسوا من نوع (الذكى النشيط) ، هؤلاء أقلية فى الأغلب فإذا عثرنا عليهم نستثمرهم ونستفيد من طاقاتهم بكل ما أوتينا من قوة، ونبذل جهداً لكى نحفز الذكى الخامل لنحوله لعضو فعال داخل منظمة الأعمال. أما “الغبى الخامل” فنضعه فى مواقع أقل أهمية ثم نخضعه لضغوط المتابعة والتقييم المستمر أو ندفع بقدراته فى أعمال يدوية أو بسيطة لا تتطلب ذكاء كبيرا أو مهارات مركبة.
- لكن فى المستويات العليا لا يمكن أبدا أن نقبل وجود إلا “الذكى النشيط” فيه لأنه ستكون كارثة لو أفلت شخص بتلك المواصفات إلى منصب فى الإدارة العليا لمؤسسة أو شركة فسيحكم عليها بأن تتحول إلى متحف خزف عاثت فيه الفيلة النشطة بغباء منقطع النظير ونالت من المتحف وحولته أطلال خربة
- مشكلة هذا النوع من الناس أنه ينتحر، ويظن أنه يجتهد، يعبث ويعتقد أنه لديه خطة غير أن إنتاج تفكيره فى حد ذاته سلبى، ثقافته محدودة، حلوله منعدمة، أفقه ضيق، يتخذ قراراً أو يقوم بتصرف لا يعرف أبعاده، لا يميز بين الأولويات، حين يتم تنبيهه إلى الخطأ يواصل ما يفعل بإصرار وعناد، لا يدرى أنه لا يدرى، لديه ثقة كبيرة جداً فيما يعتقد و يرغب فى أن يثبت للآخرين أنه قادر ومتمكن، تكون المصيبة حين ينتبه فى لحظة إلى أنه يسبب الخراب، يحاول عندئذ أن يثبت بكل ما أوتى من قوة على التدمير أنه كان فى الجانب الصائب والواجب، أنه كان يحقق الفائدة
- هذه الأنواع من البشر لابد أن تكون موجودة ولا يمكن اجتناب وجودها لكن المؤسسات الناجحة هى التى تتمكن من أن تكون لديها آلية فرز ذكية تستطيع أن تقيّم بدقة و تنحى جانباً ما يمكن أن يضر المنظومة ، حتى لا تخسر الشركة وحتى لا تنهار المؤسسة وتسقط القواعد وتتضاعف الخسائر ومن خبرة العمل التنفيذي الطويل فى عالم الاعمال، سيدرك الممارس نوعاً خامساً أخطروهو “الغبى النشيط العنيد”. والنوع السادس هو الذى يمكن أن يستدعى نهاية العالم وتدمير إرث الإنسانية “الغبى النشيط العنيد الغيور